يُعتبر قطع عصب اليد مشكلة صحية تؤثر على القدرة على استخدام اليد. فإذا كنت تعاني من هذه المشكلة، فقد تعاني من الألم وفقدان الحس في اليد، مما يؤثر على أدائك اليومي وجودة حياتك بشكل عام. لذا، من المهم اتباع بعض النصائح والتدابير الوقائية لتجنب قطع عصب اليد والحفاظ على صحة وسلامة يديك.

نتناول في هذا المقال أهم المعلومات عن هذه الحالة، مثل أسباب وأعراض قطع عصب اليد، وطرق تشخيصها وعلاجها، كما سنستعرض بعض النصائح لتجنب تلك الإصابة، فتابعونا.

 

نبذة عن قطع عصب اليد

إن قطع عصب اليد هو إصابة تؤثر على الأعصاب التي تمر عبر اليد، وهي جزء من الجهاز العصبي المركزي، حيث تعمل الأعصاب على نقل الإشارات بين الدماغ وبقية الجسم.

بعض الأعصاب تنقل الرسائل من الدماغ إلى العضلات لجعل الجسم يتحرك، في حين تنقل الأعصاب الأخرى الرسائل حول الألم، والضغط، ودرجة الحرارة من الجسم إلى الدماغ، وتتكون الأعصاب من ألياف صغيرة مجمعة داخل كل عصب لنقل الرسائل. هناك طبقة خارجية تعزل وتحمي الأعصاب. وفي بعض الأحيان، قد تتعرض هذه الأعصاب للضرر، مما يؤدي إلى انقطاع الاتصال أو تشوه في نقل الرسائل بين الدماغ وبقية الجسم.

 

أعراض قطع عصب اليد

يمكن أن تختلف أعراض قطع عصب اليد اعتمادًا على العصب المصاب ونوع الإصابة وشدتها. قد تشمل بعض هذه الأعراض:

  • الخدر بسبب إصابة الأعصاب التي تنقل الإحساس.
  • الضعف، حيث تمنح بعض الأعصاب القدرة على التحرك،وعند إصابة الأعصاب التي تحمل إشارات حركية تسبب كمية معينة من الضعف.
  • الألم وهو أحد أعراض قطع عصب اليد الشائعة، قد يكون الألم موجودًا في أي مكان على طول مسار العصب، لكنه عادة ما يكون في موقع الإصابة.
  • تقلص العضلات.
  • تغيير لون الجلد.
  • تغييرات في كمية العرق في بعض المناطق.

ولعل أشهر مثال على إصابة الأعصاب التي قد تتكرر هو متلازمة النفق الرسغي، والتي تحدث عندما يكون هناك ضغط زائد على عصب الساعد في موضع عبوره في المعصم. يمكن أن تكون الأعراض من الخدر في اليد، والألم في اليد، والألم في المعصم، والألم في الساعدين، أو الضعف (خاصة في الإبهام). يمكن أن تكون أعراض متلازمة النفق الرسغي متقطعة، وإذا كانت شديدة يمكن أن تستمر طوال الوقت.

 

أسباب قطع عصب اليد

هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى قطع عصب اليد، وتشمل:

1. الضغط الزائد

يمكن أن يتسبب الضغط الزائد على الأعصاب في تلفها. على سبيل المثال، متلازمة قناة الرسغ هي مشكلة تنشأ عن ضغط زائد على العصب الساعدي في اليد. يمكن أن تؤذي متلازمة قناة الرسغ العصب الساعدي ببطء مع مرور الوقت أو، في حالة وقوع إصابة في المنطقة، يمكن أن تحدث بشكل أسرع.

2. القطع

قطع العصب يمكن أن يحدث نتيجة للجروح الحادة، مثل الجراحة أو الحوادث اليومية. عندما يتم قطع العصب، يمكن أن يتوقف عن نقل الإشارات، لأن الإشارة لا يمكن أن تتخطى فجوة في العصب.

3. التمدد

يمكن أن تؤدي الإصابات التمددية للعصب إلى تدميره، ويمكن أن تتراوح هذه الإصابات من إصابة عصبية خفيفة ومؤقتة إلى إصابة عصبية أكثر شدة ودائمة. تعتمد شدة الإصابة على مدى التمدد الذي يتعرض له العصب.

تعرف أيضا على:

جراحة تسليك عصب اليد

جراحات مناظير الكتف

علاج الرباط الصليبي الامامي بدون جراحه

 

تشخيص قطع عصب اليد

تشخيص قطع عصب اليد يتضمن عدة خطوات واختبارات، وتشمل:

  • اطلاع الطبيب على تفاصيل الأعراض التي يعاني منها المريض، مثل متى تبدأ الأعراض ومتى تزداد شدتها والأنشطة التي تزيد من حدوثها. يمكن أن يكون النمط الزمني للأعراض مهمًا في وضع التشخيص.
  • فحص الطبيب للإحساس في الأصابع وقوة العضلات في اليد، ويمكن أن يتم تحفيز الأعراض عن طريق ثني المعصم أو دق المعصم أو الضغط على العصب.
  • الأشعة السينية للمعصم المصاب لاستبعاد أسباب أخرى لألم المعصم، مثل التهاب المفاصل أو الكسور.
  • الأمواج فوق الصوتية للمعصم التي توفر صورة عن الأوتار والأعصاب، ويمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كان العصب يتعرض لضغط.
  • التحليل الكهربائي للعضلات الذي يقيس التفريغات الكهربائية الصغيرة التي تنتج في العضلات، ويمكن أن يساعد في تحديد الضرر في العضلات التي يتحكم بها عصب الساعد.
  • فحص توصيل الأعصاب ويتم فيها تطبيق صدمة صغيرة على العصب لرؤية ما إذا كانت النبضات الكهربائية تبطئ في القناة الرسغية، ويمكن استخدام هذا الاختبار لتشخيص الحالة واستبعاد أسباب أخرى للأعراض.

 

علاج قطع عصب اليد

علاج قطع عصب اليد يعتمد على شدة الإصابة ونوعها، ويشمل:

  • الإصابات الخفيفة للعصب

يمكن للعصب أن يتماثل للشفاء بنفسه في بعض الأحيان، إما في غضون دقائق أو بعد عدة أسابيع. خلال هذا الوقت، قد تتغير الرسائل بين الدماغ والجسم. يساعد العلاج الداعم في كثير من الحالات، ولكن في بعض الحالات قد تكون الجراحة ضرورية.

  • إصابة الألياف العصبية أو الإصابات الأكثر شدة

يمكن للأعصاب أن تنمو مرة أخرى إلى مناطق العضلات أو الجلد، ولكن يمكن أن تستغرق هذه العملية عدة أشهر، وستتوقف الرسائل بين الدماغ والجسم حتى تنمو الأعصاب. قد يكون العلاج الداعم مساعدًا، ولكن قد تكون الجراحة ضرورية اعتمادًا على نوع الإصابة.

  • قطع العصب

عندما يتم قطع الغلاف الخارجي للعصب والألياف الداخلية للعصب، غالبًا ما تكون الجراحة ضرورية للسماح للعصب بالشفاء بشكل صحيح. في الجراحة، قد يتم خياطة أطراف العصب معًا. كما ستحتاج الألياف العصبية الداخلية إلى النمو مرة أخرى إلى مناطق العضلات أو الجلد لاستعادة الوظيفة.

 

نصائح لتجنب قطع عصب اليد

يمكنك تجنب قطع عصب اليد، عن طريق اتباع بعض النصائح:

  • استخدم اليد برفق ولا تضغط بشدة، سواء كنت تعمل على لوحة مفاتيح أو تستخدم أجهزة أخرى.
  • اخذ استراحات قصيرة ومنتظمة، وقم بتمديد وثني اليدين والمعصمين برفق أثناء هذه الاستراحات.
  • حافظ على وضعية جيدة لجسمك أثناء العمل، وحاول أن يكون معصمك مستقيمًا وموازيًا للأرض.
  • استخدم فأرة الكمبيوتر التي تكون مريحة ليدك ولا تسبب توترًا في معصمك.
  • حافظ على دفء يديك، خاصة إذا كنت تعمل في بيئة باردة، باستخدام قفازات بأصابع مفتوحة.

في الختام، يجب أن نفهم أن الوقاية خير من العلاج، ولذلك يجب أن ننتبه إلى أعراض قطع عصب اليد وأن نولي اهتمامًا خاصًا بصحة يدينا. باتباع النصائح البسيطة مثل التقليل من الضغط وتقوية العضلات وتحسين الوضعية، يمكننا تقليل خطر الإصابة بقطع الأعصاب والحفاظ على قدرتنا على استخدام أيدينا بشكل صحيح، للاطلاع على مزيد من المقالات حول صحة العظام، طالع المزيد من مقالاتنا على ويب أورثو.

ما هي التدابير التي يمكن اتخاذها للعناية باليد بعد العلاج؟

بعد العلاج، يمكن اتباع تدابير العناية اليومية مثل تجنب الإجهاد الزائد على اليد، وممارسة التمارين الرياضية لتقوية العضلات، واستخدام تقنيات الراحة والتدليك للحفاظ على صحة اليد والمعصم.

هل يمكن أن يتم التعافي بالكامل من قطع عصب اليد؟

يعتمد التعافي من قطع الأعصاب على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الإصابة وشدتها، وعمر المصاب، وكفاءة العلاج والرعاية. في بعض الحالات، يمكن أن يتم التعافي بالكامل، بينما في حالات أخرى قد تبقى بعض الأعراض أو الناتجة عن الإصابة.