مضاعفات غضروف الرقبة
تخيل أنك تستيقظ كل صباح بألم شديد في رقبتك، يمتد إلى ذراعك ويمنعك من أداء أبسط المهام اليومية. هذا هو واقع الكثيرين ممن يعانون من غضروف رقبة منزلق.
قد يبدو الأمر وكأنه مجرد ألم عابر، إلا أن تجاهل هذه المشكلة قد يؤدي إلى مضاعفات غضروف الرقبة الخطيرة التي تهدد جودة الحياة. في هذا المقال، سنتعرف على أبرز مضاعفات غضروف الرقبة، وأهم المعلومات عن هذه الحالة، فلا يفوتكم مقالنا للنهاية.
محتويات الصفحة
Toggleمضاعفات غضروف الرقبة وتأثيرها على الحياة اليومية
يُعدّ غضروف الرقبة المُتفتق (الانزلاق الغضروفي العنقي) مشكلة صحية شائعة تُسبب ألماً وتيبسًا في الرقبة. ولكن، في حال تجاهل علاج هذه المشكلة، يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد تؤثر على حياتك اليومية بشكل كبير.
فيما يلي بعض مضاعفات غضروف الرقبة المحتملة:
آلام مزمنة
يُعدّ استمرار الألم في أعلى منطقة العمود الفقري (العنق) من أكثر المضاعفات شيوعًا لغضروف الرقبة المُنزلق. فإذا لم يتم علاجه بشكل صحيح، فقد يستمر الألم بشكل دائم ويؤثر على القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
مشاكل عصبية
نتيجةً لضغط الغضروف المنزلق على الأعصاب، قد يحدث خدر أو تنميل في أجزاء من الجسم، خاصةً الذراع أو الكتف. وقد تتطور الحالة لتصل إلى فقدان الشعور بشكل كامل. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُؤثر ضغط الأعصاب على ردود الفعل الطبيعية للجسم، ويُضعف قدرة الدماغ على إرسال الإشارات العصبية إلى الذراعين واليدين والكتفين.
قلة الحركة
يؤدي غضروف الرقبة المصاب إلى تيبس شديد في الرقبة، ويُصعّب تحريك الجزء العلوي من الجسم بشكل عام، بما في ذلك الذراعين والكتفين واليدين. وقد يُؤثر ذلك على القدرة على القيام بأبسط المهام اليومية، مثل حمل الأشياء أو الكتابة على لوحة المفاتيح أو حتى تحريك مقبض الباب.
ضعف الأطراف
يُمكن أن يؤدي ضغط الأعصاب الناتج عن الغضروف المنزلق إلى ضعف ملحوظ في الذراعين أو اليدين، مما يُقلل من القدرة على الإمساك بالأشياء أو الكتابة أو القيام بأي مهمة تتطلب قوة أو تحكمًا عضليًا دقيقًا.
الصداع
تمر حزمة عصبية تُسمى “الضفيرة العنقية” من الرأس إلى الرقبة، وهي مسؤولة عن نقل إشارات الألم إلى الدماغ. يُمكن أن يُؤدي تهيج هذه الأعصاب إلى حدوث مضاعفات غضروف الرقبة مثل الصداع النصفي أو أنواع أخرى من الصداع المزمن التي تستمر حتى يتم علاج الغضروف.
لذلك، من المهم استشارة الطبيب عند الشعور بأعراض ومضاعفات غضروف الرقبة، و اتباع خطة العلاج المناسبة لتجنب هذه المضاعفات والحفاظ على صحة العمود الفقري والرقبة.
اقرأ عن
استشاري عظام
أعراض غضروف الرقبة
يُعدّ غضروف الرقبة المُتفتق مشكلة صحية تصيب الأقراص بين فقرات الرقبة، وتُسبب ألماً وتيبسًا في أعلى منطقة العمود الفقري.
في حين أن بعض الحالات قد لا تُظهر أعراضًا واضحة، إلا أن هناك مجموعة من العلامات والأعراض الشائعة التي تستدعي استشارة الطبيب حتى لا تتطور إلى مضاعفات غضروف الرقبة الخطيرة، وتشمل هذه الأعراض:
- آلام الرقبة، ويمكن أن يكون هذا الألم خفيفًا أو شديدًا، حادًا أو حارقًا، ويتركز غالبًا في الجزء الخلفي أو الجانبي من الرقبة.
- اعتلال جذور الأعصاب العنقية، يُؤدي تهيج أو التهاب جذور الأعصاب بسبب الغضروف المُنزلق إلى خدر أو تنميل، وقد يترافق ذلك مع ضعف في الذراع والكتف واليد والأصابع.
- تفاقم الأعراض مع وضعيات معينة، حيث يميل ألم غضروف الرقبة إلى الظهور بشكل أوضح أو يزداد سوءًا عند القيام بأنشطة محددة، مثل ممارسة الرياضة أو حمل الأشياء الثقيلة. كما يُمكن لبعض وضعيات الرأس، مثل الميل إلى الأمام أو الالتفاف إلى جانب واحد، أن تُفاقم الألم.
- تيبس الرقبة، إذ يُؤدي الألم والالتهاب الناتجان عن الغضروف إلى تصلب في الرقبة، ويحدّان من حركة الرأس والقدرة على تحريكها بشكل طبيعي.
تجدر الإشارة إلى أن نوع الألم ومكان الشعور بالخدر والضعف يعتمدان بشكل كبير على موقع الغضروف المُتفتق في الفقرات العنقية.
لذلك، إذا كنت تُعاني من أي من أعراض غضروف الرقبة، يُرجى استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد العلاج المناسب والوقاية من مضاعفات غضروف الرقبة على المدى الطويل.
طرق علاج غضروف الرقبة
على الرغم من أن آلام غضروف الرقبة قد تكون مزعجة ومؤثرة على حياتك اليومية، إلا أن معظم الحالات يمكن علاجها بنجاح من خلال خيارات علاجية غير جراحية.
تشمل هذه الخيارات ما يلي:
- المسكنات وتخفيف الألم: تُستخدم الأدوية المُسكنة دون وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين والأسيتامينوفين، للمساعدة في تخفيف الألم والالتهاب.
- العلاج الطبيعي: يركز العلاج الطبيعي على تقوية عضلات الرقبة والظهر، وتحسين المرونة، بالإضافة إلى تعليم المريض تمارين خاصة لتخفيف الضغط على الأعصاب وتقوية العضلات الداعمة للعمود الفقري.
- العلاج الحراري والبرودة: يُساهم استخدام كمادات الماء البارد أو الساخن على منطقة الرقبة في تخفيف التيبس والألم والالتهاب.
- تعديل النشاطات: من المهم تجنب الأنشطة التي تزيد من الألم، واستبدالها بأنشطة أخرى أقل إرهاقًا على الرقبة.
- الحقن العلاجية: في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى حقن الكورتيزون لتقليل الالتهاب والضغط على الأعصاب.
معظم الحالات تستجيب لهذه العلاجات التحفظية وتتحسن خلال فترة تتراوح بين 4 إلى 6 أشهر.
في حال استمرار الألم وعدم تحسن الحالة، فقد يوصي الطبيب بعلاجات أخرى أو التدخل الجراحي في حالات استثنائية مثل حدوث بعض مضاعفات غضروف الرقبة.
استشارة الطبيب ضرورية لتحديد العلاج المناسب بناءً على شدة الحالة ومدى استجابتك للعلاج.
اعرف المزيد عن
متى يحتاج غضروف الرقبة الى عملية جراحية؟
لا يُعدّ التدخل الجراحي الخيار الأول لعلاج غضروف الرقبة المُتفتق، يلجأ الطبيب إلى الجراحة فقط في الحالات التي يُحتمل فيها نجاح العملية في التخلص من مضاعفات غضروف الرقبة وآلام والذراع المزمنة.
إليك بعض المؤشرات التي تدل على الحاجة إلى عملية جراحية لعلاج غضروف الرقبة المنزلق:
- تشخيص مؤكد لمرض غضروف الرقبة، فإذا أظهرت الفحوصات وجود تلف أو تنكس في أحد أو أكثر الأقراص الفقرية، يبحث الطبيب عن العلاقة بين هذا التلف والأعراض التي يعاني منها المريض.
- أعراض عصبية ناتجة عن الغضروف المُتأثر ففي الحالات التي يضغط فيها الغضروف المنزلق على الحبل الشوكي، تظهر أعراض اعتلال النخاع الشوكي (Cervical myelopathy) مثل آلام تنتقل إلى اليدين والقدمين مع ضعف أو تنميل فيهما، وصعوبة في التوازن أو المشي، أو مشاكل في التحكم بالمثانة والأمعاء.
- فشل العلاجات غير الجراحية، فعادةً ما يمكن السيطرة على أعراض غضروف الرقبة المُنزلق من خلال علاجات غير جراحية مثل الراحة والعلاج الحراري والبرودة والأدوية والعلاج الطبيعي والحقن العلاجية. إذا استمرت الأعراض لأكثر من 4 إلى 6 أسابيع على الرغم من هذه العلاجات، فقد تكون الجراحة ضرورية لتخفيف الألم.
- تحمل المريض للعملية الجراحية، فيجب أن يكون المرشح لعملية استبدال القرص الاصطناعي في الرقبة بصحة جيدة بشكل عام وقادرًا على التعافي بشكل جيد من الجراحة. كما يجب أن يكون قد بلغ النضج العظمي الكامل (بحيث لم يتبقَ أي نمو للعظام) مع صحة جيدة بما يكفي لتكون الفائدة من الجراحة أكبر من المخاطر. عادةً ما يكون المرشحون لهذه الجراحة في الفئة العمرية بين 20 و70 عامًا.
- قرار المريض، فحتى في الحالات التي يُعد فيها استبدال القرص الاصطناعي في الرقبة خيارًا مناسبًا، يعود القرار النهائي بشأن إجراء الجراحة دائمًا إلى المريض نفسه، وذلك بعد مناقشة جميع الخيارات العلاجية المتاحة ومخاطر وفوائد كل خيار مع الطبيب المختص.
هل يمكن الشفاء من غضروف الرقبه بدون جراحه؟
نعم، يمكن الشفاء من غضروف الرقبة في العديد من الحالات بدون اللجوء إلى الجراحة. وتعتمد إمكانية الشفاء على عدة عوامل منها:
- مرحلة الانزلاق الغضروفي: في المراحل المبكرة، قد يكون العلاج التحفظي كافيًا.
- حجم الانزلاق: الانزلاقات الصغيرة قد تستجيب للعلاج بشكل أفضل.
- العمر والصحة العامة: الأشخاص الأصحاء والأصغر سنًا يميلون إلى الشفاء بشكل أسرع.
- نوع النشاط البدني: تجنب الحركات التي تزيد الألم قد يساعد على الشفاء.
في الختام، إذا كنت تعاني من آلام في الرقبة أو أي من الأعراض المرتبطة بغضروف الرقبة المنزلق، فلا تتردد في استشارة الطبيب. سيقوم الطبيب بتشخيص حالتك بدقة ويوصي بالعلاج المناسب لتجنب مضاعفات غضروف الرقبة الخطيرة.
من خلال اتباع نصائح الطبيب والالتزام بخطة العلاج، يمكنك التخلص من الألم وتحسين نوعية حياتك، ولا تنس الاطلاع على مزيد من مقالاتنا حول صحة المفاصل والعظام على موقع ويب أورثو.
اقرأ المزيد عن
افضل دكتور عظام تخصص ركبة
ما هي أسباب إصابة غضروف الرقبة؟
الأسباب الشائعة للإصابة بغضروف الرقبة تشمل: التقدم في العمر الإجهاد المتكرر على الرقبة الحوادث والإصابات الحركات المفاجئة والعنيفة للرقبة
كيف يتم تشخيص غضروف الرقبة؟
يتم تشخيص غضروف الرقبة عن طريق: الفحص البدني الأشعة السينية التصوير بالرنين المغناطيسي التصوير المقطعي المحوسب